أول طالب كوري يدخل الاسلام

[code]
موسى كيم ياو هن أول طالب كوري مسلم يدرس في الجزائر، اعتنق الإسلام في
2003 بعد أن كان ملحدا، واهتدى إلى طريق الحق بفضل المقارنات التي أجراها
بين الأديان فاكتشف أن كلا من البوذية والكونفوشيوسية تؤله أشخاصا فسأل
نفسه كيف يعبد الإنسان إنسانا مثله، فبحث في المسيحية فوجد أنها تقول بأن
الله هو ثالث ثلاثة، فسأل نفسه كيف يساوي واحد ثلاثة؟ وبحث عن الإسلام فلم
يجد فيه تناقضات لكنه قرأ كتبا لمؤلفين غربيين وصفوا فيه الإسلام بأنه دين
دماء وانتشر بحد السيف، وعندما التقى بداعية سعودي رد على هذا التزييف وكشف
له حقيقة الإسلام دين التسامح والسلام

موسى كيم: دخلت الإسلام قبل ست سنوات وكان عمري حينها 23 سنة.

ـ كنت ملحدا وليس لي هدف في هذه الحياة، كنت أعيش كالحيوان قبل أن يهديني الله إلى طريق الحق.

ـ كانا ملحدين كذلك.

ـ أبي أستاذ جامعي في جامعة "سام تشونغ"، أما أمي فهي ماكثة بالبيت.

ـ
درست اللغة العربية بجامعة اللغات الأجنبية بالعاصمة الكورية الجنوبية
"سيول" وتسمى هذه الجامعة "هان كوغ"، وفي قسم اللغة العربية درست الثقافة
الإسلامية.

ـ كنت مهتما بتعلم اللغات الأجنبية، ورغم أني أجيد الانجليزية إلا أني أردت أن أتعلم العربية من باب الفضول.

ـ في كوريا الجنوبية توجد أربع جامعات بها أقسام خاصة باللغة العربية، وكل سنة يلتحق بهذه الأقسام أكثر من 200 طالب.

ـ معظمهم كوريون درسوا بدول عربية كمصر والسعودية والمغرب والأردن.

ـ (يبتسم) أنا أول طالب كوري يدرس بالجزائر.

ـ
كما قلت في السابق فإني درست اللغة العربية مع الثقافة الإسلامية وتناولنا
خلال دراستنا هذه مقارنة ما بين الأديان، خاصة بين الإسلام والبوذية
والكنفوشيوسية والمسيحية، وهنا بدأت أكتشف أخطاء وتناقضات في العديد من هذه
الأديان، فالبوذيون والكنفوشيوسيون يعبدون إنسانا ويعتبرونه إلها، ووجدت
بأنه من غير المعقول أن يعبد الإنسان إنسانا مثله، والمسيحية تقول بأن الله
ثلاثة فكيف يكون الواحد ثلاثة، واكتشفت أن كل الأديان باستثناء الإسلام
توجد بها أخطاء وتناقضات، أما الإسلام وبعد دراستي له لم أجد فيه تناقضات
ولا تعارضا مع الفطرة الإسلامية.

ـ
قرأت كتبا عن الإسلام لمؤلفين غربيين حاولوا تشويه الإسلام ووصفوه بأنه
دين عنف ودين دماء وأنه انتشر بالسيف، لذلك كانت صورتي عن الإسلام قبل
اعتناقه مشوهة، إلى أن التقيت بشيخ من السعودية يأتي في كل سنة إلى كوريا
الجنوبية لنشر الإسلام والدعوة إلى الله وهو من رابطة الشباب الإسلامي
ولحسن حظي أنه كان يجيد الانجليزية وتكلمت معه حول دين الإسلام.

ـ
سألته هل الإسلام دين دماء وانتشر بحد السيف كما هو منشور في الكتب، فقال
لي هذه الكتب ألفها كتاب غربيون وهم يخافون من الإسلام، ويحاولون متعمدين
تشويهه، والإسلام ليس دين دماء، وقال لي عندما يلتقي المسلم بشخص آخر يقول
له: السلام عليكم، فالإسلام هو دين السلام والتسامح، وأضاف بأن الإسلام لم
ينتشر بحد السيف وأعطاني مثالا عن مكة والمدينة وكيف انتشر الإسلام بهما
بفضل التعامل السمح للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع الآخرين،
وأعطاني مثالا آخر عن كوريا الجنوبية، التي دخلها الإسلام قبل 54 عاما عن
طريق إمام تركي كان ضمن القوات التركية العاملة تحت لواء الأمم المتحدة
خلال الحرب الكورية في 1953 وبفضل معاملته الحسنة اعتنق كوريون الإسلام على
يديه، وبعد استماعي لكلامه أحسست بارتياح نفسي فأعلنت إسلامي أمامه ونطقت
بالشهادتين.

ـ
بالنسبة للكوريين عموما فهم يحترمون حرية الاعتقاد، وعندما أخبرت والدي
بأني دخلت الإسلام وشرحت لهم كيف حصل معي ذلك، لم يعترضا على ذلك وتقبلوا
الأمر بشكل عادي.

ـ أمي دخلت الإسلام منذ سنتين، لكن أبي لازال على إلحاده وإنشاء الله يدخل هو الآخر إلى الإسلام.

ـ
عندما كنت أدرس في الجزائر في 2007 عدت إلى كوريا في العطلة الصيفية
وتحدثت مع أمي حول الإسلام، واشتريت لوالدتي كتبا عن الإسلام باللغة
الكورية من تأليف كتاب مسلمين، كتبوا عن الإسلام بصدق وبدون تزييف، واطلعت
والدتي على هذه الكتب ثم قالت لي: قرأت هذه الكتب ووجدت الحق في الإسلام،
وذهبت معها إلى مسجد المركز الإسلامي بسيول ثم أشهرت إسلامها أمام جموع من
المسلمين.

-
بعض الأساتذة المسلمين في الجامعات الكورية يكتبون مقالات وكتب عن الإسلام
مثل الأستاذ عبد الرازق سونغ جو يونغ الذي درس في جامع الأزهر في مصر، وهو
حاليا أستاذ في جامعة "هانق غو"، وهناك جميل إبي كي هي سو رئيس اتحاد
المسلمين الكوريين وهو أستاذ في جامعة "هانغ يانغ" في سيول، ونائبه محمد
وانغ ري غا درس في جامعة محمد الخامس بالمغرب (زار الجزائر في 2006).

ـ
كنت رئيسا للطلبة المسلمين في كوريا وكنت مع أعضاء الجمعية نحاول أن نقنع
الآخرين بالدخول في الإسلام، وقد التقيت مرة بطالب كوري مسيحي يدعى "يوشن
إل" وجاء إلى المسجد بقصد السياحة وتصوير هذه البناية الغريبة من حيث
هندستها المعمارية، فالكوريون ليسوا معتادين على المساجد، واقتربنا منه
وبعد نحو عشرين دقيقة من الدردشة العادية سألناه عن دينه فقال: أنا مسيحي،
وكان ذلك اليوم الأحد، فسألناه لماذا أنت هنا يفترض بك أن تكون في الكنيسة
اليوم، فقال لي: لا أريد الذهاب إلى الكنيسة، فقلت له لماذ؟ فقال لي في
الكنيسة يطلبون مني أن لا أتعامل مع غير المسيحيين وأهلي غير مسيحيين فكيف
لا أتعامل معهم، فقلت له: سأشرح لك الإسلام وإذا كان لك وقت تعال يومي
السبت والأحد القادمين، وحضر معنا لقاءات في المسجد حول الإسلام، فسألني
"يوشن إل": إذا دخلت إلى الإسلام هل أتعامل مع غير المسلمين، فقلت له
بالطبع يمكنك أن تتعامل مع البوذيين والمسيحيين والكنفوشيوسيين ومع كل
الناس فدخل الإسلام.

-
لا أدري بالضبط ولكنهم أقل من 1 بالمئة من عدد السكان، ولكن كل يوم يعتنق
كوريون الإسلام لذلك فعدد المسلمين في ازدياد كبير في كوريا وبشكل يومي،
خاصة وأنه كل عام يأتي عمال من أفغانستان ومن الباكستان وإندونيسيا
وماليزيا إلى كوريا الجنوبية ويتزوجون من نساء كوريات ويدخلن زوجاتهم في
الإسلام وينجبن الكثير من الأولاد على عكس الكوريين الذين لا ينجبون سوى
طفل أو طفلين، لذلك فالإسلام ينتشر بشكل كبير في كوريا.

ـ هناك عشر مساجد ومئات المصليات.

ـ
في 2005 جاء رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران إلى كوريا
للمشاركة في الاحتفال بمناسبة مرور نصف قرن على دخول الإسلام إلى كوريا
والتقيت به في فندق الهيلتون وساعدته قليلا في الترجمة من العربية إلى
الكورية، وقلت له أرغب في الدراسة في الجزائر، وبعدها اتصل بي عن طريق
سفارة الجزائر في كوريا وجئت إلى الجزائر في ديسمبر 2006، والآن أنا أدرس
في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.

ـ حتى الآن لست متمكنا من اللغة العربية، فالعربية صعبة جدا بالنسبة لنا نحن الكوريون خاصة مخارج الحروف فهي تختلف عن اللغة الكورية.

ـ الحروف الصعبة هي العين، الحاء والقاف والضاد.

ـ
الجزائر أحسن وأجمل مما تصورتها قبل أن آتي إليها، ومستوى الدراسة بها
عالي، وكل الأساتذة والطلبة يساعدونني ويعاملونني معاملة خاصة .

ـ
الكوريون يخافون الذهاب إلى الجزائر بسبب الإرهاب وهم يعرفون هذا، ولكن
ليست لهم معلومات كافية عن الجزائر، وهذا ما يفسر أنني أول طالب كوري يدرس
بالجزائر.

ـ المعاملة، الجزائريون يتعاملون معي بمحبة.

ـ لم أزر أي مدينة باستثناء العاصمة أو قسنطينة كما أني لم أزر أي معالم سياحية لأني منشغل بالدراسة.

ـ في الجزائر أربع فصول مثلما هو الحال في كوريا، لكن الشتاء عندنا أبرد والصيف عندكم أحر.

ـ أنا سعيد لكوني بينكم أنتم الجزائريون، وأتمنى أن تتطور العلاقات بين دولتينا الصديقتين.