البخيل الذي لم يبخل

" جميعهم حوله .. سار ((بخيلاء )) وبيده درع نحاسي صقيل ناعم الملمس ينتهي بحواف حلزونية مذهبة . وقاعدة من القطيف الأخضر "

هذه مقدمة " حين تنبت الصرخة " أحد قصص عبده خال " النية " ضمن مجموعة الأوغاد يضحكون ..

عجلتي في القراءة .. والزاوية التي كنت أمسك بها الكتاب غيرت كلمة عن مسارها فصارت " بخيلاء " .. " البخيل "

كنت أقرأ القصة وعقلي ينتظر اللحظة التي يظهر فيها بخله ..!

صاحب الدرع المذهب .. كان يجول بدرعه أرجاء البيت .. وينظر لانعكاس بسمات أهل بيته على الدرع ..

عد الدرع تكريما له على سنوات عمله الأربعون .. وما زاد الأمر مفخرة في نفسه أنه خص به من بين جموع المتقاعدين فكانت للدرع مكانة كبرى في نفسه ..

وقف أياما أمام الدرع .. يتأمل العبارة التي نقشت به يقرأها مرارا .. يقف عن كل كلمة فيها .. ويتأوه .

حتى أتى اليوم الخامس لاستلامه للدرع .. !

يرن الهاتف حاملا له خبرا خشّب جسده .. !

فلم يكن الدرع من نصيبه إنما لموظف آخر يحمل نفس اسمه ..

هذا ما ورد باختصار ممل .. ولم آت هنا لأعرض مجمل النص .. إنما لأقف على هفوة وقعت بها .. ضيعت علي متعة القراءة ..

فكنت أرقب اللحظة التي يُظهر فيها بخله ..!!

لم أجدها في تنقله بين أرجاء المنزل حاملا درعه مسرورا به .. يحفه أولاده !

لم أجدها في الأيام التي وقف فيها أمام الدرع يتلو العبارات التي نقشت بدرعه !

ولم ألحظها وهو يسبق زوجته للمطبخ ويعد فطورا " يابسا " ويصلح ما عطب من " أفياش "

حتى اللحظة التي فاضت فيها روحه وهو يقصف بخبر الخطأ في تسليمه ..

ارتسمت في عقلي علامات الدهشة .. !

أين بخله في النص؟

عدت للصفحة الأولى

ووجدت أن الكلمة " بخيلاء " البخيل الذي لم يبخل Banghead1w

احتاج لإعادة القراءة مرة أخرى .. لأعيش معه لحظات أنسه بالدرع .. وأحس بمرارة فقده .. دون أن تشوه فكري شوائب !

×××

السؤال الذي يغزو عقلي ..

لماذا إذا سمعنا أو قرئنا عن " بشري " سيئة لا نرى منه سواها .. ونرغب في معرفة تفاصيل أكثر عنها .. ويصير حكمنا عليه مبني على ما عرفنا !