كرة القدم بين الماضي والحاضر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك ورحمة الله وبركاته
---------------------------------------------------------------
كــرة القــدم بين المــاضـي والحــاضــر ...!
---------------------------------------------------------------

كرة القدم كانت البداية هي متعة في تقاذف الرؤس وتطاير الدماء هكذا كانت البداية حينما تلاعب الإنجليز برؤوس الناس لتصبح اللعبة الأكبر شعبية بالعالم لربما يكون الأمر غريب ولكن هو الواقع الذي بدأت به الكرة فبعد أن وجد لتقاذف الرؤوس أصبحت الأكثر شعبية عالمياً واللعبة رقم واحد .. !

وكانت البداية للمتعة لا أكثر وظهر النجوم وتطورت الكرة حتى وصلنا للفترة الحديثة والكرة الأروع فتعددت الأساليب والمدارس ولم تعد الكرة انجليزية بل هناك عدة مدارس كروية لكل منها طريقة خاصة في اللعب ومنها المدرسة الإيطالية التي تعتمد على التكتيك الدفاعي .. !!

ولم يقف التكتيك الإيطالي عند خطة معينة بل تعدد لعدة خطط ولكن عرفت كمدرسة دفاعية وعنوانها (( خير وسيلة للبطولات هو الدفاع )) لن أنكر أن الأسلوب الإيطالي أثبت نجاحه وبقوة وأصبح الطريق الأمثل لحصد البطولات ولكن هو طريق لقتل (( المتعة الكروية )) .. !!

وهناك المدرسة الهولندية التي تصنف أفضل مدرسة في تقديم المتعة الكروية كرة سريعة رائعة تجعل المتابع يقف بدهشة لما يرى ولكن للأسف لم يكتب لتلك المدرسة الرائعة البطولات وطبعا هناك المدارس اللاتينية فالمدرسة الأرجنتينية والبرازيلية والمدرسة الفرنسية والإسبانية .. !!

اختلفت كرة القدم في الحاضر وتطورت عن الماضي وأصبحت أكثر شمولية وقوة ولم تعد تمشي على مبدأ (( طقها والحقها )) بل أصبحت تمشي وفق تكتيك مميز ومنظم حتى ركلات الترجيح له تكتيك خاص .. !!

وهناك المدربين المتميزين الذي صنع الكثير منهم مدرسة خاصة به في التكتيك الكروي فالدون (( كابيلو )) الذي يعتمد التكتيك الإيطالي والصرامة التدريبية جعلته الرقم واحد عالميا في حصد الألقاب فأصبحت الألقاب تطارده ولكن كان لا ينظر أبداً لما يسمى المتعة الكروية بل يقتلها ولكن يدفع مقابل ذلك البطولات .. !!

والبرتغالي (( مورينهو )) الذي خلط وصفة تعتمد على التكتيك الإيطالي والإرتداد البرتغالي فصنع بطولات لنادي (( تشيلسي )) وهناك السير (( فيرغسون )) الذي لم يكن من محبي الدفاع بل اعتمد على الهجوم ولكن ليس بالإندفاع الهجومي الزائد بل هجوم منظم وفي وقت الدفاع يمشي وفق دفاع منظم فلم يكن مدرب يعتمد على فريق هجومي بحت ولا دفاعي بحت .. !!

والجنرال (( آرسين فينغر )) الذي انتهج أسلوب ثلاث مدارس كروية هجومية ليصنع السمة الخاصة به وهي الفريق الأمتع واعتمد في خلطته على نكهة خاص وهي نكهة (( الشباب )) ليصنع كرة سلسة هجومية بحته لسصبح أفضل فريق يقدم كرة ممتعة .. !!

وهناك أندية عرفت بأسلوب معين فمهما تغير المدربين يعتمدون على نفس الأسلوب وهم عدة منهم (( ميلان )) الذي يعتمد المدرسة الإيطالية تماماً ومهما تعدد المدربين نرى الأسلوب واحد وهو الدفاع خير وسيلة لحصد الألقاب .. !!

وريال مدريد الذي تعشق جماهيره الهجوم ولربما فقط في فترة الدون اعتمد الفريق على الدفاع مما عجل برحيله رغم حصده للقب الدوري وكذلك غريمه برشلونة الذي يعتمد الأسلوب الهجومي .. !!

كرة القدم لم تقف عند نقطة معينة بل نرى الكرة تتطور وأصبح لكل دولة تكتيك ونادي تكتيك وحتى المدربين يمتلكون التكتيك المميز الذي يصنع البطولات والمتعة عند البعض منهم .. !!

ولن أنسى اللاعب رقم اثنا عشر .. الجماهير التي صنعت المتعة فالجماهير تغيرت بين الماضي والحاضر فهناك مدارس جماهيرية فالإنجليز الجماهير المجنونة في الماضي أصبحت هادئة بالحاضر ولكن مازلت تقف مع فريقها حتى اللحظات الأخيرة .. !!

والجماهير الإسبانية والإيطالية ولن أنسى الجماهير الألمانية التي يصنفون في المرتبة الأولى من الحضور مما يدل على تواجدهم مع أنديتهم في جميع الأوقات .. !!

الكرة تغيرت بين الماضي والحاضر فحتى البطولات تطورت فالدوري الإنجليزي الذي يعتمد على الكرة السريعة الممتعة والأهداف الكثيرة الهجوم الكاسح .. !!

والدوري الإيطالي الذي يعتمد على الدفاع والتكتيك الدفاعي والدوري الإسباني الذي يعتمد على الهجوم والمهارة وأصبح لكل دوري أسلوب مخصص ..!!

والبطولات الكبيرة فكأس العالم وبطولات التشامبونزليغ واليورو والكوبا والبطولات الأخرى العالمية تغيرت من الماضي للحاضر ومنها ما استحدث .. !!

ولعل أبرز التغيرات اعتماد كرة القدم على (( المال )) فتحولت الأندية لشركات وأصبحت تصرف الملايين بكل سهولة فأصبح معدلات الصرف هائلة بل جنونية عند بعض الأندية وكمثال نادي (( تشيلسي )) الذي استطاع المستثمر (( رومان ابراهموفيتش )) قلب حال النادي وصرف ما يقدر بمئات الملايين .. !!

وحتى المستثمرين أنواع فمنهم من يحب فرض سيطرته على النادي وفرض أسماء على المدرب ومنهم من يصرف حسب ما يريد المدرب وفي جميع الأحوال لكل منهم نظرته ولكل مستثمر اجابيات وسلبيات .. !!

تغيرت الكرة فلم تعد كما في الماضي تمشي وفق نظام المتعة فقط ولم يعد اللاعب يمشي وفق الإلتزامات لناديه بل من يدفع يحصل هو حق مشروع للاعب فهو يبحث عن مصلحته في النهاية .. !!

وكذلك اختلفت الأندية فأصبحت تبحث عن مصلحتها وعديد من الأندية تم بيعها لمستثمرين أجانب حتى وصل بعض الدول لعدم وجود رئيس محلي إلا لعدد بسيط من الأندية وفي النهاية يظل الأمر مشروع لأي نادي ولكن أين مصلحة الكرة في النهاية ؟!

الكرة الحديثة التي تعددت التكتيكات وزاد أعداد المستثمرين الذين يحولون الأندية لشركات استثمارية ولكن في نفس الوقت البعض منهم قد يبني أمجاد نادي كامل بما يملك أم الكرة القديم التي تمشي وفق نظام وهدف واحد وهو المتعة الكروية لإحراز الألقاب .. !!

كرة القدم بين الماضي والحاضر تغيرت كلياً ما عدا أمر واحد وهو الكرة العربية فلم نسمع عن مدارس عربية كروية في التدريب ولا التكتيك ولا حتى الإستثمارات إلا لبعض الأندية التي للأسف تعد بأصابع الأيد فأين نحن هل مازلنا بالكرة القديمة أم دخلنا كرة الحاضر أم نحن نمشي في خط سير خاص بنا وحدنا .. !!